Accéder au contenu principal

Etre un chiite maintenant !

Voici un excellent article ecrit par Mona Fayad qui est une prof a l'université libanaise à Beyrouth. Je n'ai pas réussi a trouver le link initial, je me permets donc de publier l'article en entier !

أن تكون شيعياً الآن

نمر بمرحلة كارثية ومصيرية سوف تنعكس آثارها على بلدنا والمنطقة على امتداد القرن الطالع؛ وبما انها على مثل هذه الخطورة ارتأيت ان أطرح علنا الاسئلة التي يطرحها البعض بينه وبين نفسه او خفية فلا يتجرأ على اعلانها مخافة مخالفة الجماعة والاجماع، ومخافة ان يتهم بالعمالة والخيانة اذا لم يكن الكفر. ان مواجهة بعض الاسئلة الصعبة وطرحها علانية ربما يساهم في كبح انجرارنا نحو الهاوية التي لا قرار لها ويساعد القيادة على اتخاذ القرار الحكيم والصعب من اجل وقف هذه الحرب الجهنمية مهما كلف الامر

فما معنى ان تكون شيعيا – لغالبية الشيعة راهناً - وفي هذه المرحلة المصيرية؟

ان تكون شيعيا يعني ان تسلم امرك للقيادة الحكيمة والمعصومة دون التجرؤ على طرح اي تساؤل ولو من باب الاستفسار

ان تكون شيعيا يعني ان تشاهد محطة "المنار" و"نيو تي في" و"إن بي ان" حصرا وتنتشي بأغانيها الحماسية واخبارها حصرا، وان تنظر بعداء مستحكم الى جميع المحطات الاخرى لانها إما "اميركية" وإما "صهيونية" طالما انها تشير مثلا الى القوات الاسرائيلية باسمها هذا ولا تسميها قوات العدو حصراً ولا تشبعها نعوتا وتكتفي بنقل معلومات

ان تكون شيعيا يعني ألا تسال عن معنى النصر؟ هل هو انتصار العسكر وبقاء الجنود – مدججين بالسلاح- على قيد الحياة مع تدمير العمران وافناء البشر الذين تعبوا في بنائه ويشكلون الحماية الفعلية للمقاتل نفسه؟

ان تكون شيعيا يعني ألا تسأل عن معنى الصمود والكبرياء، هل هو الهرب من القصف والتكدس على بلاط المدارس وغبارها؟

ان تكون شيعيا يعني ان تساهم في فبركة "كربلاء 2" اللبنانية اذ ان "كربلاء 1" العراقية لم تقم بدورها كما يجب في تعبئة العرب وحملهم على الانتصار على العدو

ان تكون شيعيا يعني ان تكون بطلا لا تتألم ولا تشتكي ولا تتأزم نفسياً، وتقبل التضحية بنفسك وبلادك وكل ما تم انجازه لكي تلقن اسرائيل درسا وتظهر جنونها، وتؤكد هزيمتها المدوية على ما أشار علينا الوزير السوري في إذاعة البي بي سي من ان اسرائيل خرجت خاسرة "مع التشديد اللازم على مخارج الحروف". فهي مكروهة الآن كما لم تكن من قبل وألّبت عليها معظم دول العالم... التي تأكدت الآن وبالملموس – والدرس ما زال مستمراً – في مدى وحشيتها وجنونها

وعندما تكون شيعيا عليك ان ترضى بهذا المنطق بل ان تشيد به معجبا بفصاحته وحكمته ودوره العالمي على صعيد نشر ثقافة الحقوق وتفعيل المواثيق الدولية ودوره على الصعيد القومي في التحرير والصمود. ألم نتاكد بواسطة هذه الحرب علينا ان "سوريا هي حجر الزاوية في المنطقة"؟ والكلام لا يزال للوزير نفسه. بالطبع كان يجب كل هذا الدمار والخراب لكي نؤكد بالملموس صحة هذا المنطق العقلاني فنحن من شدة موضوعيتنا لا نعمل الا بالبرهان والتجربة الحسيين

ان تكون شيعيا يعني ان تقبل بان يخرب بلدك امام عينيك – غير المندهشتين – وينهدم على رأسك وتتهجر عائلاته وتتشرد وتصبح "لاجئة" في اربع زوايا الوطن والارض، وان تقبل الصمود دون تذمر طالما هناك مقاتل يملك صاروخا يمكنه ان يطلقه على شمال اسرائيل وربما جنوبها ايضاً دون ان تسأل عن "اللماذا"؟ أو عن صحة التوقيت؟ أو عن مدى جدوى النتيجة النهائية الحاصلة؟

ان تكون شيعيا يعني ان تقبل بان تضحي بكل شيء ما دام هناك من سيعوض عليك بالمال وهو شريف فوق ذلك لكي تعيد بناء ما دمر؟ ما مشكلتك في ذلك؟

فنحن قوم ابطال لا نعرف سوى ان نضحي وبامكاننا امتصاص الصدمات النفسية وموت الاحبة وبهدلة التهجير والقضاء على مقومات الدولة - فهي دولة فاسدة وضعيفة وتابعة - امام اعيننا أفلا يكفي أن الى جانبنا دولا قوية نعمل على تثبيت دعائمها ونقوي من عزيمتها في مجابهة القوة الاميركية الغاشمة والآلة العسكرية الجهمنية الاسرائيلية التي علينا ان نبرهن عن ضعفها وعدم قدرتها على إلحاق أي هزيمة بمقاومي "حزب الله"؟ او أي امكانية للحد من قدراتهم العسكرية؟ وبأي ثمن؟

ان تكون شيعيا يعني ان تلتزم الصمت ولا تسأل ما هو دور تحرير الاوطان في العادة: هل لإعادة تدميرها وتسهيل إعادة احتلالها مجددا!؟ وان لا تسأل عن دور القيادة: هل للمحافظة على قوتها العسكرية ورجالها المدججين بالسلاح دون ان تلقي بالا الى الانسان العادي؟ كونك شيعيا يجعل بامكانك فقط ان تشكر الحزب لبطولته وتضحياته فليست مهمتك الآن ان تساهم في "أضعافه" او في "كسر كلمته" وتجعله يعرف متى يتراجع او يهادن لكي يحفظ انتصاره من جهة والدولة اللبنانية وبشرها وعمرانها من جهة اخرى!! فذلك يعني ان تضع موضع تساؤل ان يكون للعزة اولوية على حياة الآخرين وللحجر افضلية على السلاح

ان تكون شيعيا يعني ان تفوّض سيد المقاومة بطلا مخلصا للامة العربية باجمعها، ليس سواء شئت انت ام ابيت بل سواء شاءت هذه الامة نفسها ذلك ام أبت، بل عليك ان تكتفي بالانتشاء بسماع المدائح الجماهيرية والشعبوية التي سبق ان مدحت بطلها المخلص عبد الناصر ولا تزال تذرف الدموع على بطلها الآخر صدام حسين وهي مستعدة لمديح اي بطل يدغدغ احلامها ومشاعرها لكي تنام قريرة العين (يمكنك هنا مراجعة ادبيات المثقفين وبطولاتهم في صحيفتي "السفير" و"الحياة") او لكي تستعيد كرامة مداسة تحت نعال الحكام من نمرة صدام ما دمنا وحدنا ندفع الثمن في انتظار صحوتهم الحقيقية

ولكن السؤال الى اي مدى يمكن الاعتماد على هذه الجماهير العاجزة والمستعبدة لكي تقاد – غصبا عنها - لكي تتحرر وتنتفض؟ دون ان نفكر مجرد تفكير في اعادة النظر بهذه الخطة الجهادية والثورية!! هل هي ممكنة؟ هل هي حكيمة بما يكفي؟ هل هيأت الارضية فعلا للبدء بها؟ هل اعدت العدة لتهيئة هذه الجماهيربما يمكنها من القتال والصمود بغير سلاح الحماسة والانفعال والخطابة؟

واذا كنت شيعيا ليس عليك ان تسأل هذه القيادة اين وكيف تمت تهيئة البنية التحتية لاستيعاب مثل هذه الحرب الشعواء ونتائجها "الاحتمالية"، اين هي المستشفيات وسيارات الاسعاف ناهيك عن الملاجئ وغيرها؟ فهذه من المهمات التي نلقيها على عاتق الدولة - التي لم يؤخذ لها رأي في اعلان الحرب - لكي تكون ذريعة للومها على عجزها وقلة حيلتها. فالدولة هي المرجع عندما نحتاجها لكي تضمد الجراح والقرارات الرشيدة والمصيرية ليست من حقها

وان تكون شيعيا يعني ان تعطل عقلك وتترك للسيد خامنئي أن يملي عليك ويسوقك ويقرر عنك حول ماذا يريد(هو) من سلاح "حزب الله"، وان يفرض عليك معنى للانتصار الذي لا فرق بينه وبين الانتحار

وان تكون شيعيا يعني ان تدافع عن تدخل الوزير الايراني متكي السافر بشؤون الدولة اللبنانية من دون مراعاة حتى للمظاهر، وهو ربما اتى لينبّه وزيري "حزب الله" في الحكومة انهما "لم يوافقا" على البنود السبعة (بل هيّئ لهما) وخاصة بند القوات الدولية كي لا نقفل باب المقاومة ونبقي البلد مشرعا ومستباحا وساحة للاستغلال، بعدما تبيّن الآن ان مزارع شبعا سورية وتخضع للقرار 242 والى عدم وجود اجماع حول هذا البند. وهو بهذا كأنه ينبههما الى خطئهما في تغليب انتمائهما اللبناني على تبعيتهما الايرانية، فعليهما رغم انفهما ان يغلبا مصلحة البرنامج النووي الايراني ومصلحة الدولة الايرانية على مصلحة دولتهما واولوية الحفاظ على ارواح اللبنانيين وممتلكاتهم، سواء أكانوا شيعة ام غير ذلك، بل خاصة اذا كانوا شيعة. أفليست الأولوية هي جعل إيران قوة اقليمية شيعية عظمى؟ ما أهمية التضحية ببلد اسمه لبنان؟ او بشيعة هذا "اللبنان"؟

وعليك في هذا الجو المتوتر والقلق عندما تكون شيعيا ان تستمع لمحدثك الشيعي المتوتر والغاضب والذي يريد ان يقلب الدنيا على رأس "14 آذار" وان يمنع نشر القوات الدولية، وتسمعه يوزع العمالة والخيانة والامركة والصهينة يمينا وشمالاً دون ان تنبس ببنت شفة بل عليك ان تمتص غضبه وتوافقه على كل آرائه التي عرضنا عينة منها

وهذا ما يجعلك أبعد ما يمكن ان تكون عن ان تفكر في من انت؟ هل انت مواطن لبناني؟ هل كونك شيعيا يلزمك باعطاء اولوية لإيران على لبنان؟ هل لك حرية رأي؟ او حرية تعبير؟ هل مسموح ان تفكر بروية وتسأل الى اين نحن ذاهبون بالوطن وبمقومات الدولة وبالتعددية وبالعيش المشترك الذي صار علينا ان ندافع عنه الان؟

فأن تكون شيعيا وتتجرأ على مثل هذه الكتابة وهذا التفكير يعني انك عميل وخائن ومع التقسيم والتوطين ومع مشاريع الصهينة والأسرلة وتدافع عن الدولة بفسادها ومحسوبيتها وانك تؤيد السياسة الاميركية المنحازة (بجدارة) وانك تقبل بقصر نظرها وبدعمها لارهاب الدولة الصهيونية وبعدم اعطائها الفلسطينيين دولتهم اسوة ببقية خلق الله بحجة عدم دعم ارهاب "حماس". ويعني انك تدعم اسرائيل نفسها وآلتهـا الجهنميــة ووحشيتها الفائقة وتبرر قتلها واحتلالها وجنونها وتكون محظوظا اذا لم تتهم بانك انت من يساهم بتهديم البيوت على رؤوس اصحابها وتمزيق جثث الاطفال ونثرها على الركام بإعلاء صوتك

فهل نسيت شيئا من المعزوفة؟ اذا فعلت سوف تعذروني لأني لا استطيع مقاطعة مسلسل نشرات الأخبار أكثر من ذلك، عليّ ان اذهب لأرى من يتهجر الآن ومن يتهدم بيته في هذه اللحظة اذا نجا من القتل

منى فياض

Commentaires

Anonyme a dit…
نص مطاطي يكفي تغيير بعض المصطلحات ليكون لمهاجمة اي طرف...


أن تكون مسيحيا الآن

نمر بمرحلة كارثية ومصيرية سوف تنعكس آثارها على بلدنا والمنطقة على امتداد القرن الطالع؛ وبما انها على مثل هذه الخطورة ارتأيت ان أطرح علنا الاسئلة التي يطرحها البعض بينه وبين نفسه او خفية فلا يتجرأ على اعلانها مخافة مخالفة الجماعة والاجماع، ومخافة ان يتهم بالعمالة والخيانة اذا لم يكن الكفر. ان مواجهة بعض الاسئلة الصعبة وطرحها علانية ربما يساهم في كبح انجرارنا نحو الهاوية التي لا قرار لها ويساعد القيادة على اتخاذ القرار الحكيم والصعب من اجل وقف هذه الحرب الجهنمية مهما كلف الامر

فما معنى ان تكون مسيحيا – لغالبية المسيحية راهناً - وفي هذه المرحلة المصيرية؟

ان تكون مسيحيا يعني ان تسلم امرك للقيادة الامريكية ,الفرنسية دون التجرؤ على طرح اي تساؤل ولو من باب الاستفسار

ان تكون مسيحيا يعني ان تشاهد محطة "السي ان ان" و"فوكس نيوز" و"سكاي نيوز" حصرا وتنتشي باخبارها حصرا، وان تنظر بعداء مستحكم الى جميع المحطات الاخرى لانها إما "راديكالية" وإما "اسلامية" طالما انها تشير مثلا الى حزب الله بالمقاومة ولا تسميها قوات ارهابية حصراً ولا تشبعها نعوتا وتكتفي بنقل معلومات
----
Excellent commentaire cher Mos3eb!
Naddo_O a dit…
excellent texte et très courageux !

à part ça je trouve le communautarisme sectaire et la négation de la réflexion personnelle sont le fleau de cette ère, et de là viennt tous les dangers et tous les problèmes du monde.
Anonyme a dit…
كلام صحيح 100% فلبنان كان دولة مستقلة و ذات سيادة و لم تكن الطائرات الاسرائيلية تخترق اجواءه يو ميا؛ و لم يكن هناك تواجد للمخابرات الاجنبية سواء الاسرائلية او الامركية او السورية...الخ و كانت كل اراضيه تحت السيطرة اللبنانية؛ ولم تتجرأ اسرائيل على قصفه يوما لولا ان مجموعة من الارهابيين الشيعة اعلنوا الحرب على دولة مجاورة بخطفهم لجنديين ؛ كان عليهم ان يقرأواالتاريخ جيدا؛ الم يروا كيف ان قتل الماني ادى الى اندلاع الحرب العالمية الاولى ؛الم بروا كيف ان خطف بقرة امريكية ادى الى قصف اليابان بقنبلتين نوويتين. لبنان يا صديقي خطف من زمان ؛ و ليعيدوا البناء ؛ لتأتى رؤوس الاموال الخليجية و ليشيدوا نيويورك جديدة؛ ستكون بلا معنى لان اسرائيل ستدمرها متى و كيف ماتشاء؛ لذا يجب توحيد الصفوف لتقوية لبنان حتى تستطيع ان تواجه النهديد الاسرائيلي و لا البحث عن كبش فداء نحمله المسؤولية
pour Mos3eb...

لمــــاذا تثيـــر مقـــالـــة كـــل هــــذه الــــردود ؟
تجربتي بين الخطي والشفهي، بين اللبناني والعربي، بين هزيمتـ"ــــي" وانتصارهـــ"ــم"
منى فياض


عندما تأخذ مقالة مثل مقالة: "أن تكون شيعياً الآن" كل هذا الاهتمام والصدى، وتتلقفها الأيدي وشبكة الانترنت بمثل هذه الحماسة، وعندما تتوالى الردود عليها شفهية ومكتوبة أو مرسلة بالبريد الالكتروني او منشورة في المواقع الالكترونية، فإن هذا يلزمنا بأن نتوقف قليلاً لكي نتساءل عن اللماذا؟ عن الاسباب المتعددة، ربما الظاهر ومنها وغير الظاهر..

بداية لا بد من الاشارة الى ان الدعم الشفهي كان هو الغالب في معظم الاحيان كما انه جاء من مختلف الاماكن وخاصة من الداخل مباشرة وعبر اقنية شخصية وعبر تناقل المقالة او الاتصال من الخارج بالطبع.. بينما كان النقد، سواء توجه بشكل شخصي او علني وبصوت جهوري متعال موزعا الدروس، كان في معظمه من الدياسبورا اللبنانية او العربية أي المتنعمين بنعيم "الديموقراطيات الغربية الزائفة" هرباً من بلادهم التي يريدونها حرة ومقاومة لكن عن بعد فقط ومن دون مقابل سوى الكلام الحماسي... والدعم يأتي من مختلف الطوائف، الشيعي مثله مثل الآخرين وعندما أقول لماذا لا تعبرون عن ذلك اذن كتابة؟ تأتي الاجابة في منتهى الصراحة احياناً: انه لا يقدر على الاعلان عن رأيه!! هكذا!! بسبب مكان سكنه أو ما شابه.. كذلك الامر بالنسبة الى الطوائف الاخرى فهم ايضا لا يقدرون على ممارسة النقد العلني "كي لا نقع في فتنة طائفية". وفي هذا توصيف للداء وللدواء!!

السؤال الأول في هذا المجال: لماذا تثير مجرد مقالة كل هذه الردود؟ وما الذي يعنيه ذلك؟ ألا يعني ذلك فيما يعنيه أنها عبرت عن حقيقة ما قوية ولو مختلف عليها؟ وانها رفعت "صمام" الصمت والتكاذب والمداهنة؛ وأن ذلك تسبب بحصول تعدٍ وتجرؤ على الثوابت الجامدة والافكار المسبقة والاستلاب التي سادت في مجتمعنا؟
وهذا ما ينقلنا الى السؤال الثاني: ما هو دور السلاح هنا؟ وهل حقاً أن امتلاك فئة معينة هذا السلاح، ولو انه مقاوم وغير موجه الى الداخل، ألا يؤدي مجرد وجود السلاح بأيدي فئة معينة الى ممارسة نوع من الضغط؟ أو لنقل "الهيبة" الضاغطة.. وماذا ينتج عن ذلك؟ ومهما كانت مقاصد هذه الفئة شريفة ومقدسة (وخاصة لأنها مقدسة) ماذا يترتب على ذلك من أنواع من القمع العلني او المترسب او الضمني ولو بمعنى الاستلاب والامتثال للرأي السائد والمتغلب الذي يلجم ويمنع و"يخجِّل" الآخرين من حرية التعبير (الحقيقي) ومن الاعلان عن آرائهم، ما دام الأمر يتعلق بسلاح مقاوم، بسبب خضوعهم للفكر المهيمن وللذهنية المسيطرة والتي تقوم بتعبئتها وسائل متعددة ليس أقلها البروباغندا التي طالما اشتهرت بها المنطقة العربية والتي لا تعني أقل من ترداد شعارات ولازمات تحمل مواقف تحفظ غيباً ويتم تردادها، وتهدد الآخرين بتخوينهم ما يعني هدر الدم العلني والمكشوف أو المستتر والضمني لكل صاحب رأي مختلف!!

فهل دلت طريقة استقبال مجرد مقالة على "التسامح" (مع الاحتفاظ بحق نقاش المعنى السلبي لعملية التسامح نفسها والتي تفترض ضمنا وجود فئة أقوى من فئة أخرى فـ"تتسامح" مع وجودها بما يتضمنه ذلك من رفض أولي لهذه الفئة لكن يتم التسامح معها بكرم أخلاق تتمتع به الفئة المتسامحة!!) اذن هل يدل ذلك حقا على تقبل للآخر المختلف أم انه يعني عدم قدرتنا على قبول هذا الرأي الآخر المختلف؟؟
كتبت لي صديقة عربية انها معجبة بمدى حرية الفكر في لبنان، وهذا صحيح في جزء منه فقط، لكنه لم يتعمم بعد ولقد دفع اثنان من خيرة صحافيينا ومفكرينا حياتهما ثمنا لحرية فكرهما التي عدت تهوراً وتجرؤاً على كسر محرمات وتخطي حواجز..
ان ما هو مطلوب حقا في هذه المرحلة من أجل إعادة السلم الاهلي وتهدئة "الشوارع" المستفزة هو الانخراط في عملية حوار جاد وهادئ بعيدا عن الانفعالات المسيطرة والخوف المتبادل حول ما يجمعنا وما يفرقنا؟ وحول ما الذي نريده لبلدنا ولمستقبل اولادنا فيه؟ أي نظام وأي مستقبل وأي دور؟ فلا ينفرد أي طرف في فرض اي روزنامة...
ان كل ما أشير له أعلاه يرمي بثقله على مجتمعنا بجميع فئاته ويمنعه من النقاش العلني والصريح ومن تقويم التجارب التي نتعرض لها دورياً والتصارح حولها لكي نتعلم ونستفيد منها وهذا يستدعي اطلاق المخاوف الكامنة من أجل ضبطها فلن يفيدنا عدم الافصاح عنها في شيء.
فما الذي يمكن استنتاجه من كل هذه الضجة المثارة حول "الانتصار" في هذه الحرب؟ وما هي الحقيقة او المعنى المختبئ خلفها؟


الامثولة

لا شك ان ما حملته هذه الحرب الاخيرة شكّل امثولة واسطورة مؤسسة حقيقية في منتهى الاهمية للعالم العربي ولشعوبه المغلوبة على امرها والخاضعة للقمع والفقر والأمية، وهي: هدم اسطورة تفوّق اسرائيل المطلق أوعدم القدرة على غلبتها.
لقد برهنت الحرب ان اسرائيل نمر من ورق، آلة صمّاء من دون دماغ يعقل صممت لتوزيع العنف ولممارسة الحرب عن بعد دون الاستعداد للقيام بأي تضحية بشرية وأن حياة الآخرين (العرب) هي أقل قيمة ولا تعني لها أي شيء.. وان الارادة في المقاومة المحتضنة من محيطها قادرة على ان تتغلب عليها ولو بأدوات بسيطة (نسبياً) !! وهذا ما كان يمكن ان يحصل بالطبع لولا تضحيات وبطولات المقاومين المحضونين من اللبنانيين جميعهم وان بطرق مختلفة ومنوعة..

كما برهنت ردود الفعل على هذا الانتصار - الخاضع للنقاش بالطبع - عن مدى التهديد الذي تشعر به الجماهير العربية لوجودها الرمزي وعن عمق الجرح المنغرز في قلب ووعي المواطن العربي الذي لم يعتد سوى الهزائم والظلم. ولذا نجده يبحث عن نصر أي نصر وعن بطل لكي يمجده، وهذا ليس انتقاصا من اهمية ابطالنا بالطبع، لكنها محاولة لفهم وتفسير هذا التعطش للبطولة.. فشعوبنا لا تستطيع ان تعتمد على نفسها ولا تثق بقدرتها وتحتاج الى مخلص تعتمد عليه وتتبعه فهذا أكثر راحة للنفس ويعفي من التفكير والمسؤولية وإعمال الضمير الفردي الذي سرعان ما يصبح "شقياً" عندما ينوجد..

وعلى أهمية هذا العامل في استنهاض الشعوب العربية وفي حملها على استعادة ثقة مفقودة وعلى المساهمة في شفاء جروحها النفسية والروحية، يتساءل اللبناني ببساطة: ألم يسبق أن أعطي هذا الدرس نفسه في العام 2000؟ ألم يكن ذلك الموعد هو الانتصار الحقيقي؟ هل هناك قصور ما يعاني منه المواطن العربي لكي يحتاج الى ان يكرر له هذا الوطن الصغير الدرس دورياً ويعيده هو نفسه لكي يحفظه ويغيبه ولكي يقدر على القيام بتطبيقه (عند توفر شروط المقاومة بالطبع وليس اقلها الحصول على كرامة العيش في الوطن نفسه وعلى احترام حقيقي للذات البشرية) فيثأر لكرامته المثلومة؟؟؟
هل نحتاج الى تدمير لبنان دورياً للمساهمة بتحرير فلسطين ولإقناع العالم بحق الشعب الفلسطيني المطلق في الحصول على دولته الديموقراطية وفي الحد من الدعم اللامتناهي الذي تقدمه الولايات المتحدة لإجرام الدولة الإسرائيلية وغطرستها وعنصريتها؟ هل نحتاج الى هدم دوري للنموذج الديموقراطي النادر في العالم العربي لكي نحصل على تعميم لهذا النموذج نفسه؟ الا يشكل هذا تناقضاً
صارخاً ونوعاً من الخُلف بالمعنى الفلسفي؟
ومتى سوف يعي المثقف العربي - الشديد الحماسة للنضال عن بعد وعلى حساب غيره - ان تحرير فلسطين لا يتطلب أقل من تحرير الانسان العربي من الاحباط والفقر والأمية والعبودية والخضوع للانظمة القمعية واللاديموقراطية؟ ما يعني إعطاء الاولوية للجهاد الاكبر على الجهاد الاصغر!!

ويسأل اللبناني: هل يمكن ان نترك وحدنا لكي ندفع دورياً كلفة مقاومتنا مثل هذا الثمن الذي اذا ما قمنا باحتساب نسبة كلفته من القتلى، بدم بارد، الى نسبة عدد السكان والنتيجة الحاصلة على الصعيد اللبناني؟ ماذا نستنتج؟ ألن يكون ثمن "مقاومة" الاطراف العربية الاخرى لتحرير انفسهم من انظمتهم ومن العدو الاسرائيلي اقل كلفة – نسبيا- بما لا يقاس واكثر فاعلية اذا كانت العبرة بالاعداد الكمية!!!! على قدر الحماس والانفعال؟!

ولكي لا نختلف على معاني الكلمات ونتخابث حول مغازيها ولكي لا نتسرع في اطلاق شهادات الوطنية وحسن السلوك أو الخيانة والعمالة لنتفق على بعض الثوابت التي لا خلاف حولها:
في المسلمات البديهية: الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين هو "الجريمة الاصلية" وهو أحد الاسباب الجوهرية لكل التردي والعنف الحاصل في المنطقة. انه العنف المؤسس الحقيقي، وأن ممارسات الدولة الصهيونية الاجرامية والوحشية واستخدامها منطق القوة والبطش كوسيلة وحيدة للتعامل مع شعوب المنطقة وعدم مراعاتها لأي من المواثيق او الاعراف الدولية هي في أصل كل الحروب والنزاعات في المنطقة.
كما أن الموقف الاميركي المنحاز بشكل مطلق لإسرائيل والداعم لها في جرائمها والمتواطئ في حمايتها من أي مساءلة هو أحد أهم عوامل إبقاء الصراع على ما هو عليه.. كذلك الأمر شكل ويشكل الدعم الاميركي للانظمة العربية المستبدة اصل التدهور الحاصل على صعيد الامن، الأمن بالمعنى العميق وليس العسكري فقط، وهو الذي يتسبب بتخلف المنطقة بشكل جوهري وبعيد الأثر على صعيد التأخر في النمو وكل ما ينتج عن ذلك من مشاكل..

في المسلمات المحتاجة الى إعادة النظر: تأجيل النقاشات وممارسة النقد والنقد الذاتي الى أن ينجلي غبار المعارك. كذلك وضع مسألة قداسة أي سلوك يتنافى مع الاحترام الحقيقي والعميق للحياة البشرية موضع التساؤل. وهنا علينا ان نتعلم من ممارسات العدو الديموقراطية وعدم الشماتة بهم لكونهم يمارسون هذا النقد وأن لا نعد هذا تفسخاً وتخاذلاً...
الاقلاع عن فكرة قبول كل ما لا تقبل به اسرائيل ورفض كل ما تقبله من اجل إمعان النظرفي مصالحنا الحقيقية والكف عن استخدام كليشيهات صارت مبتذلة تعتمد التصنيفات نفسها حول الوطنية والمقاومة وكل ما يتبع. اسرائيل في حالة تراجع وانكفاء وهذا مفهوم وواضح. يكفي انسحابها من لبنان وبنائها الجدار الانعزالي لكي نقدر ما تريده.. لكن ذلك لا يعني تهديم لبنان على رؤوس ابنائه مقابل اثبات ذلك.

في معنى المقاومة ومعنى التحرير!!: السؤال الجوهري الذي علينا أن نطرحه على أنفسنا، خاصة عندما نتناول وضع الدولة اللبنانية والمجتمع اللبناني والمؤسسات وعن مدى ديموقراطيتها.. وخاصة عندما يضعها البعض الآن موضع تساؤل متهكما – في نزعة ثورجية أو انقلابية - حول ضرورة الحفاظ على هذه الدولة الفاسدة والمفككة وكل ما نعرفه من ذرائع..
اذن السؤال الجوهري الذي ينبغي أن نوجهه الى أنفسنا هو: لماذا برزت المقاومة الحقيقية في لبنان فقط وليس في سوريا مثلاً مع وجود الاحتلال نفسه؟ (دون ان يعني ذلك اغفال مساعدة النظامين السوري والايراني لدعم هذه المقاومة)... لكن لماذا لم يكن هناك مقاومتان مثلاً؟ واحدة لبنانية واخرى سورية؟
بمعنى آخر هل كان يمكن بروز مقاومة حقيقية الا في الظروف اللبنانية الخاصة والمعروفة من وجود مجتمع تعددي ومنفتح ويميل الى ممارسة حريته في التعبير، وديموقراطي حقيقي - ولو أضفنا اليها نسبيا – فليس هناك وصفة جاهزة وجامدة لـ"الديموقراطية" بل هي ممارسة تختلف مواصفاتها باختلاف الظروف المحيطة. افلا يعني ذلك ان اي جنوح نحو تغيير الوضعية الجوهرية التي انبثقت عنها المقاومة – وهي بدأت وطنية عامة ونعرف دور عهد الوصاية في حصرها في جهة واحدة فقط نرى الآن احدى نتائجها التي لم تكن واضحة في حينه!- الا نكون نجري تغييرا في الشروط نفسها التي انتجت هذه المقاومة!! أوليس في هذا خُلف أيضاً وتناقض جوهري؟
الا يعني الاخلال بقواعد هذا التوازن الدقيق والهش ومحاولة تغيير مقومات الديموقراطية اللبنانية خاصة المساهمة في القضاء على أحد أسباب انبثاق ووجود المقاومة نفسها؟؟

في معنى النصر ومعنى الصمود: عندما ننظر كيف تعاملت شعوبنا مع ما حصل في حرب الـ 33 يوماً ندرك كم أن معاييرنا متساهلة وتعبر عن نظرتنا الى انفسنا وعن القيمة التي نعطيها للفرد العربي أو عن هواننا بمعنى آخر!! وتعبر عن مدى افتقادنا الى الحس النقدي والى القدرة على اتخاذ مسافة من الذات ومن الاحداث لكي ننظر الى الامور بشكل محايد مما يزيد من قدرتنا على التقويم الافضل.
عدّ الصمود – البطولي والاسطوري لا شك في ذلك- انتصار كبير.. وليسمح لنا هنا ان نطرح بعض التساؤلات: هل يحتاج المنتصر الى كل هذه الجلبة والى صرف كل هذه الطاقة لكي يثبت انتصاره وقبل أن ندفن الموتى ونقيم حدادنا عليهم؟ واذا كان هذا انتصاراً فما هي شروط الهزيمة اوعلى الأقل عدم المبالغة في "الانتصار"؟؟ ومتى تعلن الدول هزيمتها؟ عندما يبقى لديها سلاح ورجال قادرون على القتال ام عندما تتعرض بلدانها للتهديم وبشرها للتقتيل؟ لماذا أعلنت اليابان هزيمتها بعد تعرضها للقنبلة الذرية؟؟ هل لافتقادها لأي مقاتل او أي سلاح؟
اسأل نفسي لماذا نقوم بذلك؟ اليس لأننا ننظر الى انفسنا "كغير قادرين" في الأصل؟ فنتساهل في المعايير المستخدمة للتقويم عند أقل انتصار، متساهلين مع الذات فقط لاثبات كفاءتنا؟ ونكون هكذا نقبل على أنفسنا بأن نتعامل بحسب معايير العدو نفسه في نظرته الينا وفي نظرته الى نفسه؟ قتيل واحد اسرائيلي يعادل مائة واحد عربي؟ ألف ؟ لا أهمية للأرقام هنا انها مجرد كمية!! سجين واحد اسرائيلي نريد ان نستبدل به مئات؟ لماذا نقبل بهذه المعايير التي تفترض وتعني
دونيتنا وهواننا وليس غير؟ وقيمتنا الأقل؟؟
وهذا لا يعني ان إسرائيل انتصرت، انها مهزومة بالطبع، لكن لنقبل فكرة انه في الحروب يكون الجميع مهزومين ولنكف عن الصراخ بأننا انتصرنا. صمدنا نعم وهذا جدير بأن يؤخذ بعين الاعتبار، ولنسم الأشياء بأسمائها..


ثمن للانتصار

نقرأ ونسمع عن ان انتصار المقاومة هذا يستدعي إعادة توزيع في موقعها في السلطة، لست ضد أي إعادة توزيع للسلطة بشكل ديموقراطي وحقيقي وعبر المؤسسات الدستورية التي تعبر عن مواقف المواطنين الحقيقية، لكني أتساءل، أنا التي طالما نظرت الى المقاومة كمثال ونموذج للتضحية وللسلوك الاطيقي ولعدم استغلال سلاحها في الداخل وخاصة لمآرب شخصية، اسأل نفسي: هل حقاً تطلب المقاومة الان ثمنا لهذا الانتصار عبر تمثيل أفضل في الحكومة؟ وهل كانت الحرب من أجل ذلك في احد جوانبها؟ كل هذا الدمار من اجل تحسين مواقع؟؟ لقد حصل أخيراً اعتراف بآلام البشر(حيث كان يمكن الاستغناء عنها كما يبدو)، البشر الذين كانوا في آخر سلم الأولويات في هذه الحرب.
لذا استغرب الآن أن هناك من يطالب بثمن لما حصل او للدعم الذي ساعد عليه، وكيف ذلك؟ بمطلب تغيير الحكومة مكافأة للمساعدة التي قدمها العماد عون لـ"حزب الله". ولست هنا في معرض تقويم مدى صوابية المطالبة بهذا التغيير في لحظات مصيرية مثل هذه ومدى الحكمة فيها، لكن ما أود الاشارة اليه يتعلق باستخدام ذريعة الديموقراطية لتبرير الطلب هذا!! اين الديموقراطية في ان نفرض مكافأة لمن ساندنا؟ وهنا يتم السؤال باسم من وباسم أي أوالية يطلب ذلك؟ وهل انه يفترض انزال عقوبة بمن لم يفعل ما فعله الجنرال؟ وهل تمخضت الحرب ودمارها عن مطلب لاكتساب مقعد وزاري أو أكثر؟ ويكون هكذا ثمن هدم المنزل حفنة من الدولارات وثمن الدعم المرضى عنه مقعد وزاري، فماذا عن ثمن الاستشهاد والشهداء بعد ان نكون تفرغنا لمعرفة أعدادهم بدقة؟
هل هذا سلوك ديموقراطي حقاً؟ أم أنه أقرب الى السلوك الامبراطوري او على الأقل الإقطاعي؟ هل نغير حكومة باسم المكافأة أوالعقاب؟ وما دور مؤسساتنا الاشتراعية في تقرير ذلك؟ ما هو دور هذه القوى في تهدئة الشارع وفي تهدئة مخاوف القوى المتعددة حفظاً لحد أدنى من الوحدة في هذه اللحظات الحرجة؟

• • •

لا شك اننا في مرحلة مصيرية وان أي خطأ في التقدير يجرنا الى ما لن يكون في مصلحتنا كمواطنين في وطن نريده حراً حقا وسيداً حقاً، ديموقراطي أولاً وبالتالي غير طائفي... لذا يستدعي ذلك ممارسة أقصى الشفافية من الحكومة بدعم من رئيسها وبدعم من مجلس النواب وبدور خاص من رئيس المجلس.. لتنفيذ بعض الخطوات التي قد تساهم في احداث تغيير من أجل طمأنة اللبنانيين الى ما ينتظرهم من الطبقة السياسية وهل سوف تكون على قدر المهام الجسام الملقاة على عاتقها؟ وهل سوف تلبي بعض طموحات من لم يهاجر من جيلها الشاب!!
وكنوع من أمثلة لما هو مطلوب منها القيام به بجرأة ومن دون استئذان: فلماذ لا يتم الآن اعتماد مشروع القانون الانتخابي – الذي لا يرضي احداً ما يعني انه الأفضل ربما؟

لماذا لا تتجرأ الحكومة على اصدار قانون اختياري للاحوال الشخصية؟ لماذا لا يوعز للوزير المختص الى الغاء الاشارة الى طائفة ومذهب اللبناني على قيد النفوس؟ ألا نريد وطناً معافى من الطائفية؟ فلنثبت ذلك الآن على الأقل.. نحن الآن بحاجة الى مثل هذه الخيارات الديموقراطية حقا والمصيرية وهذا لكي نقنع المواطن اللبناني بأن هذه الحرب ساعدت على الاقل في تطوير قوانيننا وانظمتنا وساهمت في جعلنا مواطنين نرجو ان نكون على قدم المساواة امام دولة تنظر الينا كمتساوين امام القانون وليس داخل طوائفنا وجماعاتنا وسواهم..
تماما مثلما نرجو ان لا تذهب تضحيات اللبنانيين سدى فتكون حسنة هذه الحرب على الأقل انها قد تكون وضعت أولى دعائم سلم حقيقي عبر البدء بمباحثات سلام حقيقية تعطي للفلسطينيين دولتهم الديموقراطية.. وإلا فلا عزاء لأحد...

أستاذة في الجامعة اللبنانية

Posts les plus consultés de ce blog

تونس: كارثة الإيقاف التحفظي

الإيقاف التحفظي والايداع بالسجن قبل إصدار الحكم يجب ان يكون الاستثناء وليس القاعدة. هذا الإجراء المعمم بالمحاكم التونسية هو سبب اكتظاظ السجون(50%من السجناء هم مواطنين موقوفين ولا يوجد حكم ضدهم) وثابت علميا انه يؤثر على مجرى العدالة بشكل كبير ويؤثر سلبا على الأحكام فنادرا ما يحكم الموقوف بالبراءة او بمدة اقصر من التي قضاها تحفظيا . هذه الممارسات تسبب كوارث اجتماعية واقتصادية و تجعل المواطن يحقد على المنظومة القضائية و يحس بالظلم و القهر Pour s'approfondir dans le sujet: Lire L'etude du Labo démocratique intitulée :  "Arrestation, garde à vue, et détention préventive: Analyse du cadre juridique tunisien au regard des Lignes directrices Luanda"

رئيس حكومتنا " يركب التونسية"

فما قولة شعبية في السودان تتقال وقتلي واحد يمشي و ما يرجع او فريق كرة قدم يخسر في تصفيات كأس و يلم ادباشه او شخص يتم فصله على العمل . هذه القولة هي " يركب التونسية" ويرجع ظهورها الى الثمانينات لما كانت الخطوط التونسية تربط تونس بالخرطوم. هذه القولة في حد نفسها تلخص مدى الثقة التي تحضى بها تونس و شركاتها والتحدي الموجود لكسب الثقة وتغيير العقليات . فلما سمعت بان رئيس حكومتنا برمج زيارة الى السودان في الأسبوع القادم برفقة مئة رجل اعمال خلت ان حقبة "يركب التونسية" انتهت   وان تونس الجديدة بلد الديموقراطية وضعت السودان وبقية جيراننا في الجنوب في اولاوياتها خاصة بعد غياب طويل عنهم وعلى مؤسساتنا القارية مثل الإتحاد الأفريقي.  ولكن و مثل كل رجال الاعمال و اخواننا في النيجر و السودان و ببوركينا فاصو فوجئت بإلغاء الزيارة بدون اي سبب. وبذلك ، بعد أشهر من العمل والتحضيرات ركب رجال الاعمال و برامج التعاون والمعاهدات المزمع ابرامهاو احلامنا بعلاقات أمتن التونسية مرة اخرى وبقيت صورة تونس على حالها.

La Tunisie sur le Los Angeles Times

Un article du Los Angeles Times (the third-most widely distributed newspaper and the second-largest metropolitan newspaper in the United States ) qui passera surement inapercu en Tunisie mais qui merite qu'on s'y attarde rien que pour le fait que c'est le deuxieme du meme auteur ( email ) dans l'espace d'un seul mois et les seuls qui parlent de la Tunisie au LA Times durant toute l'annee 2007.